اللحمة الوطنية
لم يكن للبشرية خير إلا ودلنا الله عليه في كتابه أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
فقد رُتبت حياتُنا ترتيباً دقيقاً . بدءاً بتعامل الإنسان مع نفسه ومعرفتها ثم بالتعامل مع أسرته ومجتمعه ..
إن العقل البشري قاصرٌ عن إحاطة كل ما حوله معلوم ، فكيف بإدراكه لغير المعلوم .
وأول ما يجهله الإنسان هو جهله بنفسه، والتي استرعاه الله إياها فلم يقم بها حق القيام ولم يجزها حق العطية ولم يُسيرُها وفق القواعد الإلهية المنظمة لحياة الخلق جميعاً ، إلا صاحب البصيرة والمتبع للهدي النبوي فإنه بلا شك هو السعيد في الدنيا والمطمئن في الآخرة ، وهو المستبصر في نفسه والمستهدي بربه .
يقول تعالى : ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ، ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها )
ويقول تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ.) ثم ذكر حالهم وحال المجرمين (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ….الآية) .
لذا فالبشر تعتريهم الغفلة والنسيان والظلم والجهل العام إلا ما حُصر في متناولهم وقد يكون بعد التبيين والتوضيح. غير أن ذلك أيضاً يفهم على الظاهر دون الإتقان والكمال .
ثم تتسع الدائرة : وتقل معها السيطرة على النفس والتعامل مع دورة الحياة بما فيها الأسرة والمجتمع .
فتجد الناس على طرائق ، فمنهم من يعمل عقله ، ويجعله دليله وقائده في الصغيرة والكبيرة ، ومرشده في الخافية والمعلومة ، وحجته في الاتفاق والمنازعة .
وهذا بلا شك مخطئ وضال، فقد أعمل عقله وهذا مطلب ، ولكنه أستفرد برأيه وهذا قمة الانزلاق والضلال .
ومنهم من عطل عقله ، فأصبح كالإمعة محسن مع من أحسن ومسيء كمن أساء (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) .
ومنهم المتزنون والذين درءوا بعقولهم عن معارضة النصوص الصريحة والتي هي في خيري مرشدين ومعينين ( الكتاب والسنة).
ولا شك أن القرآن والسنة لم يبهما لنا تساؤلاً قط ، ولم يسدا علينا مسلكا ، أو يؤصدا علينا بابا ، فقد خطا لنا الخطوط وأنارا السبل ووضعا بها إرشادات لمن يسترشد ، وأجوبة لمن يتساءل .
والمتأمل لحال الناس في الوطن العربي أو في العالم بأسرة يجد هذا جلياً في ما يسمى ( المظاهرات ) و( وفوضى العبارات ) .
ونكاد نجزم بأن الوقائع متشابهة و الطريقة واحدة والأسلوب هو الأسلوب والنهج مستنسخ هنا وهناك ، لماذا ؟
لأنها غابت عنهم الآية الكريمة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )!!!
فقد غابت هناك ولكنها حضرت في مملكتي الحبيبة ، والدليل اللحمة الكبيرة بين الحاكم والمحكوم ، والمراهنة التي كانت على الشعب الكريم .
والذي جسدها العلماء وطلبة العلم بأن الرجوع للكتاب والسنة هو صمام الأمان للأمة الإسلامية ، وأن مفارقة الجماعة ومخالفة ولي الأمر هي بداية النهاية وهي شرار الفتنة ، وحافة الهاوية.
دمتم بخير
وأدام الله لهذه الأمة مجدها وعزها وحفظ لنا علماؤنا وولاة أمرنا .،،،،
_______________