محمد سرور الصبان.. منح حياته لوطنه مخلصاً متحملاً لمسؤولياته رغم صعوبة البدايات

يعد الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله واحد من رواد الحركة الثقافية والأدبية في المملكة العربية السعودية حيث إشتهر بشغفه للأدب وكذلك العلوم في مختلف المجالات حيث قرأ كتب التاريخ بالعصور المختلفة في الوقت الذي شغف بقراءة أدب القدماء وأدب المحدثين.
الشيخ محمد سرور الصبان
تدرب على العمل التجاري مع والده منذ الصغر الأمر الذي جعله يكتسب خبرة ميدانية بالإضافة إلى أنه كان يهوى قراءة كتب الأقتصاد والمال في الوقت الذي منح فيه حياته لوطنه مخلصًا متحملًا للمسؤوليات على الرغم من صعوبة البدايات.
عاش الشيخ محمد سرور الصبان طموح ومات محب للجميع حيث أنه له دور كبير فيما يخص الحراك الفكري والأدبي ودفع حركة النشر وكذلك التأليف في المملكة العربية السعودية بعد أن طبع الكثير من الكتب على نفقته الشخصية.
كما أصدر كتاب أدب الحجاز والذي يعد أول كتاب أدبي في المملكة العربية السعودية مع إصدار كتاب المعرض وهو الكتاب النثري الذي يضم مجموعة كبيرة من الآراء في اللغة والأدب الحجازي كما كان نشط في العمل الثقافي وشجع على نشر وإثراء المكتبات ورعاية الأدباء والمبدعين.
تم تعيينه وزيرًا مفوضاًا بواسطة الملك عبد العزيز قبل أن يقرر الملك سعود تعيينه وزير للمالية فيما عينه الملك فيصل أمينًا لرابطة العالم الإسلامي.
نشأته
ولد الشيخ محمد بن سرور الصبان في مدينة القنفذة عام 1316 هـ قبل أن ينتقل مع أسرته إلى العيش في جدة عام 1320 هـ وتلقى في الكتاتيب البدايات الأولى حيث تعلم الدورس العربية وكذلك الدروس الشرعية وفي وقت الحرب العالمية الأولى إنتقل مع الأسرة إلى مكة المكرمة.
التحق بمدرسة الخياط القديمة وبعدها تدرج في المدارس المختلفة إلى أن تخرج من مدرسة الخياط وعمل مع والده في التجارة قبل أن يتم تعيينه كاتب يومية في إدارة بلدية مكة عام 1336هـ بعدها تم ترقيته إلى وظيفة محاسب ومنها رئيس كتاب وبات أحد اشهر الوزراء ورجال الدولة في عهد الملك سعود.
المناصب التي تقلدها
تولى الشيخ محمد سرور الصبان الكثير من الوظائف بينها كاتب يومية في مكة المكرمة قبل أن يتم إنتخابه عضو ومن ثم سكرتير للمجلس الأهلي في بلدية مكة المكرمة وبعدها شغل منصب معاون أمين العاصمة وبعدها رئيسًا لقلم التحريات في وزارة المالية عام 1352 هـ.
عُين فيما بعد مديرًا عامًا لإدارة وزارة المالية ومستشار عام للوزارة ونظرًا للمجهودات الكثيرة وتفانيه في العمل عينه الملك عبد العزيز وزيرًا مفوضًا من الدرجة الأولى قبل أن يتم تعيينه في بداية عهد الملك سعود وزير المالية وإختاره الملك فيصل لتأسيس رابطة العالم الإسلامي.
وفاته
إستمر في تلك الوظيفة حتى وفاته في القاهرة يوم الثاني من شهر ذي الحجة للعام 1391 هـ إثر نوبة قلبية داهتمه قبل أن يتم نقل جثمانه عبر طائرة خاصة من القاهرة وصلي عليه في المسجد الحرام ودفن بعدها في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة يوم الثالث من شهر ذي الحجة 1391 هـ